الأحد، 13 ديسمبر 2015

{ ذكر المسند }








الشواهـــد :

قال الحق :{ أَأَنتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا } 

الشرح :

أن الذكر فيه للتعريض بغباوة من يخاطبهم ولا يصح أن يقال فيه أنه لتقرير لأن سيدنا إبراهيم لم يكن غرضه أن يقرر أن الذي حطم الأصنام هو كبيرهم .


  • قال الحق :{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ }
الشرح :

ذكر المسند لزيادة تقرير الكلام وتثبيت معناه وتوضيحه فإن المسند لو حذف لدل عليه السؤال والقصد من ذكره هنا زيادة تقرير خلق الله للسموات والأرض .

  • قال الحق :{ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيم * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّة }

الشرح : 

قد ذكر المسند في قوله : (يُحييها الذي أنشاها أول مرة) والمقصود من الذكر أن يتقرر أن الله أحياها وفيه إشارة أخرى ، هي أنه لا يسال عن الإحياء بعد الموت سؤال مستبعد منكر إلا من في عقله غشاوة تحجبه عن الإدراك النافذ والرؤية الصادقة . 
 قال الحق : { كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ }
الشرح :
يكرر هنا وعيداً و يؤكده ليبث الخوف في أرجاء النفس ويملأها بالإشفاق والحذر فتكف عن إصرارها على العناد والكفر .

  • قال الحق :{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا }

الشرح :

كرر الوعيد وأكده ليرسل في النفس أطياف الأمل فتبدد أشباح اليأس .

  • قال الحق :{ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ {97} أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ {98} أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }


الشرح :

تكرير هذه النغمة الواعظة يحمل من التخويف والترهيب ما تنفطر له القلوب وهو كما قالوا في غاية حسن الموقع .

  • وَحَدّثَني أصْحابُهُ أنّ مالِكاً ... أقامَ، ونادَى صَحَبَهُ بِرَحيلِ.
    وَحَدّثَني أصْحابُهُ أنّ مالِكاً ... ضَرُوبٌ بِنَصْلِ السيفِ غيرُ نكولِ.
    وَحَدّثَني أصْحابُهُ أنّ مالِكاً ... صرومٌ كماضي الشّفرَتينِ صَقيلِ. 

الشرح :

كررت قولها حدثني أصحابه لأنه ذو أثر عميق في هذا الموقف وهي مشغولة به بل هي ملهوفة عليه فهؤلاء الرفاق شهدوا تلك الساعة الفاجعة وحدثوها بخبرها الموجع فلم يمس قلبها فحسب وإنما فطره وولج إلى سويدائه فكان نشيدها الباكي .



  • أعينيّ جودا ولا تجمُدا     ألا تبكيانِ لصخرِ النّدى ؟  
ألا تبكيانِ الجواد الجميلَ     ألا تبكيانِ الفَتى السيّدا؟

الشرح :

وكانت الخنساء تلح على مقاطع من المعنى كأنها جذور غارت في ضميرها فتجد في هزها ما يخفف ألامها الكظيمة
مثل طلب البكاء من عينيها تجده يشيع في ديوانها ، وهو في الحقيقه مظهر استسلامها لأساها وعجزها عن فلسفة التصبر التي كانت من الممكن أن تكفكف بعض دموعها ، والتكرار هنا لأوجاع النفس .

  • وَاِبكي أَخاكِ وَلا تَنسَي شَمائِلَهُ   وَاِبكي أَخاكِ شُجاعاً غَيرَ خَوّارِ
  وَاِبكي أَخاكِ لِأَيتامٍ وَأَرمَلَةٍ    وَاِبكي أَخاكِ لِحَقِّ الضَيفِ وَالجارِ

الشرح :

تأمل كلمة أخاك وما فيها من الإحساس بفقد الكلأ والحماية و تأمل ما تضمره هذه الإِضافة من حنين يفجر كوامن الحزن ،وواضح أن التكرار فضلاً على أنه أشاع البكاء في الأبيات بتكرار مادته فقد ساعد على نوع من الترجي النغمي والتوازن الموسيقي الواضح الذي أصبحت به الأبيات كأنها عويل نائحة .

  • وتحسبُ سلمى لا تزالُ ترى طَللا    من الوَحشِ أوْ بَيضاً بمَيثاءِ مِحُلالِ
وتحسِبُ سلمى لا نزالُ كعهدنا    بوَادي الخُزَامى أوْ على رَأس أوْعالِ

الشرح :

نجد امرأ القيس بعد ما خاطب الطلل في مطلع قصيدته وحياه تحية الجاهلية ثم رجع عنها مستبعدا أن ينعم هذا الطلل وقد طال عهده بفراق أحبابه، يذكر سلمى صاحبة الدار في البيتين السابقين فيكرر قوله :(وتحسب سلمى )لأن فيه معني قد علاه وغلبه وصيره أقرب إلى الحالم الواهم فهو يحسب سلمى لاتزال هناك مع أن الفناء قد تجسد في ديارها .فالتكرار يشبع هذا المعنى ويؤكد ذهول الشاعر واندماجه في ذكريات أيامه التي ابتلعها الماضي.


  • إذا هَبَطَ الحَجَّاجُ أرْضاً مَريضَة   تَتبعَ أقصَى دائها فَشفَاهَا
شَفَاها من الدّاءِ العُضالِ الّذي بِها   غلام إذا هز القناة سقاهَا   
سقاها فرواها يشرب سجاله   دماء رجال حيث مال حشاها 
إذا سمع الحجاج رز كتيبة      أعد لها قبل النزول قراهَا  
أعد لها مصقولة فارسية      بأيدي رِجالٍ يحلبُون صراهَا  

الشرح:


نجد الشاعرة ليلي الأخيلية تذكر الحجاج بن يوسف في هذه الأبيات ونراها تكرر أجزاء معينة :شفاها_سقاها_أعد لها ,وهي كما نرى ذات دلالة مهمة في السياق, فقولها شفاها يفيد أنه يستأصل أعداء بني أمية حتى تسلم الأرض التي نزل بها من داء القلوب وإحن الصدور، وقولها سقاها يشير إلى ما يعمله في الأعداء وينص  عليه وأنه يسقي قناته من دمائهم، وقولها أعد لها يشير إلى عظيم احتياطه بأخذ أهبة النزال ومواجهة الأخطار ,وهي معان كما ترى كأنها رؤوس في سياقها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق