الأحد، 13 ديسمبر 2015

{ تقديم المسند اليه }










*الشواهد:


1-هم خلطوني بالنفوس وأكرموا الصـ           ـحابة لما حم ماكنت لاقيا
هم يفرشــــــون اللبـــــــد كل طمرة               وأجرد سباح يبذالمغاليــــا




الشرح :


ومعنى اللبد : هي قطعة قماش تفرش تحت سرج الحصان

ومعنى طمرة: أنثى طمر أي الفرس المستفزة للوثب والعدو وقيل طويل القوائم الخفيف

ومعنى أجرد : قصير شعر العرف وهي من علامات الكرم

ومعنى يبذ المغاليا:فهو جمع مغلاة وهي السهم يتخذ للمغالاة والمعنى يسبق السهم في غلوته وسرعته

قال : هم خلطوني بالنفوس أي أنهم أقاموه بينهم وأسقطوا الحشمة : الصحابة المراد بها الصحبة
وقوله هم يفرشون اللبد ،فيه توكيد لمعنى أنهم يفرشون اللبد لأنه مديح ،ومعاني المديح تحتاج إلى تقرير وتقوية، وتقديم المسند إليه هنا الاختصاص أي هم دون غيرهم خلطوه بالنفوس.



وفي البيت الثاني :

يصفهم بأنهم فرسان يمتهدون صهوات الخيل وأنهم يقعدون الجياد منها ، وأن ذلك دأبهم من غير أن يعرض لنفيه عن غيرهم إلا أنه بدأ بذكرهم لينبه السامع لهم ويعلم بديًا قصده إليهم بما في نفسه من الصفة فيمنعه بذلك من الشك ،ومن توهم أن يكون قد وصفهم بصفة ليست هي لهم . ومراد الشاعر أن سعيهم مقصور على تفقد الخيل وخدمتها وافتراش ظهورها.

 
 
 
2-قال الحق: { ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون }


الشرح :

قال: وهم يعلمون ،وصاغ الخبر كما نرى ،لأن الذي يكذب لا يعترف بأنه يكذب فضلاً عن أن يعترف بأنه يعلم أنه كاذب ،وهذا سياق إنكار فاحتاج إلى توكيد 
وهو هنا يفيد : تقوية الحكم ،  وهو : مقام رد الحجة و رد الدعوة

 

3- قال الحق: {والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون }



الشرح :


فإن قوله: (وهم يخلقون) مخالف لمقتضى حال عبادتهم لها لأن المعبود لا يكون مخلوقا فهم ينكرون مخلوقيـتها ، أو الأصل أن ينكروا ذلك فوجب توكيد أنهم يُـخلَقون،وهو هنا يفيد:  تقوية الحكم.

 

4-{وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون }



الشرح :

معنى يوزعون أي :  يحبس أولهم على آخرهم بإيقاف أولهم حتى يلحق به آخرهم
وجاء قوله : فهم يوزعون ،بتقديم المسند إليه ليؤكد هذا الخبر الغريب فتأنس به النفوس، لأن حشر الإنس والجن والطير على هذه الهيئة من الإيزاع والتداخل أمر غريب تحتاج النفوس إلى ما يؤنسها به ويقرره عندها وتقديم المسند إليه هنا يفيد : تقوية الحكم .

 
 
5- قال الحق {هو أنشاكم من الأرض } وقوله :{ الله يبسط الرزق لمن يشاء }



الشرح:

أي لم ينشئكم منها إلا هو سبحانه أي أنه لا يختص بالخلق ولا بسط الرزق سوى الله سبحانه،والتقديم  هنا في الآيتين يفيد : الاختصاص

 
 

6-قال الحق :{ ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم }



الشرح :

الشاهد في قوله تعالى {لا تعلمهم نحن نعلمهم} أي لا يعلمهم إلاّ الله، ولا يطلع على سرهم غيره، لأنهم يبطنون الكفر في سويداوات قلوبهم إبطاناً، ويبرزون لك ظاهراً كظاهر المخلصين من المؤمنين، لا تشك معه في إيمانهم، وذلك أنهم مردوا على النفاق وضروا به وقيل : المعنى لا تعلم يا محمد عاقبة أمورهم وإنما نختص نحن بعلمها ; وهذا يمنع أن يحكم على أحد بجنة أو نار. وفي كلا المعنين أفاد التقديم معنى الاختصاص كما ترى.


 
 
7-قال الحق : { الله نزل أحسن الحديث متشابها }



الشرح:

تجد أن التقديم يفيد أنه لم ينزله إلا الله سبحانه وهذا هو معنى الاختصاص وفيه أنه لا محالة أنزله الله .
ثم إن التقديم في هذه الآيه أفاد شيئا آخر وهو تفخيم نزول الكتاب من حيث بدأت الجملة الدالة عليه بذكر لفظ الجلالة فأضفى إليه مزيدا من الجلال والفخامة والتقديم هنا يفيد الاختصاص


 
وقوله : {إنا نحن نزلنا عليك القران تنزيلا }.


الشرح :


موطن الشاهد في قوله (إنا نزلنا) ونحن هنا ضمير فصل، وتكرير الضمير بعد وقوعه اسماً تأكيد على تأكيد لمعنى اختصاص الله بالتنزيل ، .فالتقديم هنا يفيد أيضاً الاختصاص

 و أمثال هذا كثير جداً في القرآن الكريم وكلام الناس ، ثم إن الصور التي تفيد الاختصاص لا تخلو دلالتها من التوكيد والتقرير وإن كانت الدلالة الواضحة هي الاختصاص لأن الحقيقة هي أن الاختصاص متضمن للتوكيد





*إذا تقدم النفي على المسند إليه المتقدم على خبره الفعلي فإن عبدالقاهر وجمهور البلاغيين يرون أنه يفيد الاختصاص قطعا 



8-   وما أنا أسقمت جسمي به           ولا أنا أضرمت في القلب نارا



الشرح:

وهنا يقول :  وما أنا أسقمت جسمي ، معناه :  أن هذا السقم الكائن في جسمي وهذا الضنى لم أفعله أنا وإنما فعله غيري

وقوله : ولا أنا أضرمت في القلب ناراً : أي أن هذا الجوى وهذا الوجد الذي يستعر في فؤادي لم أشعله أنا
ووراء هذا التركيب معنى لطيف وهو : عجز الشاعر أمام عواطفه المشبوبة 
 والتي سببت هذا السقم وهذا الوجد ، وكأنه يقول :  لو كان الأمر بيدي لأنقذت نفسي من هذا الذي أجده ولكن لا حيلة لي بذلك 
 وهنا تقدم النفي على المسند إليه فأفاد الاختصاص .

 
 



9- وما أنا وحدي قلت ذا الشعر كله           ولكن لشعري فيك من نفسه شعر



الشرح:

وقوله هنا : وما أنا وحدي قلت ذا الشعر وحده ، ينفي أن يكون هذا الشعر الكائن قد قاله وحده وإنما قاله معه غيره،وهذا الغير هو الشعر نفسه لأنه شعر شاعر والشعراد يرددون صوره ومعانيه ويعيدونه للممدوح كما قال: بشعري أتاك المادحون مرددا ، فتقدم النفي على المسند إليه هنا أفاد الاختصاص .





*( مثل،وغير) كلمتان تلزمان التقديم في التراكيب البليغة إذا أريد بهما الكناية من غير تعريض.
 



10- غيري بأكثر هذا الناس ينخدع        إن قاتلوا جبنوا وأن حدثوا شجنوا


الشرح:


وغير هنا أريد بها الكناية لا التعريض فالأصل أن تلزم التقديم
فقصد الشاعر بقوله (غيري ينخدع) أي أنا لا أنخدع ولم يقصد التعريض بشخص آخر ينخدع .





 
11-مثلك يثني الحزن عن صوبه            ويسترد الدمع عن غربه




الشرح:


أي أنت قادر على أن تكف الحزن بصبرك وثباتك فلا تدع النفس تبلغ في أحزانها مداها وتسترد الدمع عن جريانه ، و الغرب قيل أن معناه : عرق في العين يجري فيه الدمع ولم يقصد هنا أن يعرض بإنسان آخر ليس على صفة المخاطب في الصبر والثبات وهنا لزم تقديم (مثلك) لأنه أريد بها الكناية لا التعريض.

 
 فالتقديم في هذه الأساليب كاللازم لأن التقديم يفيد التقوية ،وهذه الاستعمالات من صور الكناية والكناية يراد بها التوكيد في أداء المعنى ،ولهذا كان التقديم أنسب لتتوافق دلالات الخصوصيات.


 
*تقديم النفي على لفظ العموم وتأخيره عنه.



فهناك فرق في المعنى بين أن تقول: لم أكتب ما سمعت، وبين أن تقول: كل ما سمعته لم أكتبه، برفع كل، فالتعبير الأول يفيد أنك لم تكتب جميع ما سمعت وهذا لا يمنع أن تكون كتبت بعضه. أما الثاني فإنه يفيد أنك لم تكتب شيئا مما سمعت.




12- ما كل ما يتمنى المرء يدركه           تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن



الشرح :


معناه هنا أن الإنسان لا يدرك ما يتمناه وإنما يدرك بعضه ،وهذا التركيب قد تقع فيه كل سابقة للنفي ولكنها معمولة للفعل الواقع بعد النفي مثل أن تقول : كل الدراهم لم أنفق وكل الشعر لم أحفظ بنصب كل لأنه مفعول به للفعل بعده وهو يفيد نفس المعنى الذي يفيد قولك : لم أنفق كل الدراهم ولم أحفظ كل الشعر ،فإذا رفعت كلا وأخرجتها عن حكم الفعل بعدها أفاد أنك لم تفعل شيئاً منهما.




13- قد أصبحت أم الخيار تدّعي               عليَ ذنباً كلّه لم أصنــــع



الشرح:



وهنا تقدم النفي على لفظ العموم والغرض منه أنه أراد أن يبرئ نفسه من كل ذنب ادعته عليه، والتقديم هنا يفيد عموم النفي لأن كلمة كل الدالة على العموم دخلت على النفي وهذا يعني أنه لا يشذ منه شيء.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق